الرعاية الطبية توفرها نوعية من أناس مدربين تدريبًا خاصًا. يأخذ الأطباء على عاتقهم علاج المريض. ويساعد عاملون آخرون مدربون في تقديم الرعاية الصحية. الطِّـبّ علم وفن يُعنى بدراسة الأمراض ومعالجتها والوقاية منها؛ فهو علم لأنه مبني على المعرفة المكتسبة من خلال الدراسة والتجريب الدقيق، وفن لأنه يعتمد على كيفية تطبيق الأطباء البارعين والعاملين الآخرين في مجال الطب هذه المعرفة، حينما يتعاملون مع المرضى. وتشمل أهداف الطب إنقاذ الأرواح وعلاج المرضى؛ ولهذا السبب، اعتُبر الطب منذ أمد بعيد من أكثر المهن احترامًا. ويقضي الكثير من الآلاف من الرجال والنساء العاملين في مهنة الطب حياتهم من أجل العناية بالمرضى. فحينما تقع كارثة، فإن عمال المستشفى يندفعون مسرعين لمساعدة المصابين. ويضاعف الأطباء والممرضات مجهوداتهم، عند الإنذار بانتشار الأمراض الوبائية حتى يمنعوا انتشار المرض. وينقب الباحثون في مهنة الطب دائمًا عن وسائل أفضل لمكافحة المرض.
ظل البشر يعانون من المرض منذ بداية ظهور الخليقة، وذلك قبل 2,5 مليون عام تقريبًا. وقد تعرفوا خلال هذا الزمن على القليل من عمل الجسم البشري أو مسببات المرض. واعتمد العلاج بدرجة كبيرة على الخرافة والتخمين، بيد أن الطب قد حقق تقدمًا علميًا هائلاً إبّان المائة سنة الماضية. واليوم فإنه من الممكن ـ بإذن الله ـ شفاء ومنع مئات الأمراض والسيطرة عليها، من الحصبة وشلل الأطفال إلى الدرن والحمَّى الصفراء. لقد جلبت الأدوية والعلاجات والعمليات الجراحية الحديثة الآمال إلى العديد من المرضى. ونتيجة للتقدم الطبي وعوامل أخرى، مثل تحسن التغذية وتدابير حفظ الصحة العامة وظروف المعيشة؛ فإنه من المتوقع أن يعمِّر الناس الآن أكثر من الماضي. وفي عام 1900م، لم يكن أكثر الناس يعيشون أكثر من 50 عاما، أما اليوم فإن الناس في بعض أنحاء العالم يعُمِّرون حوالي 75 سنة في المتوسط.
ونظرًا لأن الطب قد أصبح أكثر تطورًا من الناحية العلمية، فإنه قد صار أكثر تعقيدًا أيضًا. ففي الماضي كان الأطباء يعتنون بالمرضى، في كثير من الحالات بدون مساعدة، وكان المرضى يتلقون العلاج لمعظم أنواع المرض في المنزل، وكان القليلون يذهبون إلى المستشفى. واليوم لم يعد الأطباء يعملون بمفردهم. فهم، عوضًا عن ذلك يقودون فريقًا طبيًا يتألف من فريق التمريض.ويتعذر تقديم الرعاية المقدمة من أمثال هذا الفريق بالمنزل. فلقد أصبحت المراكز الصحية والعيادات والمستشفيات المراكز الرئيسية للرعاية الطبية في معظم الدول.
وتعتبر الرعاية الطبية في الغالب جزءًا من المجال الواسع للرعاية الصحية. فبالإضافة إلى الرعاية الطبية، تشمل الرعاية الصحية خدمات يقدمها أطباء الأسنان، والاختصاصيون النفسيون السريريون، وفنيون آخرون في مختلف مجالات الصحة البدنية والعقلية. وتتناول هذه المقالة أساسًا نمط الخدمات المقدمة من الأطباء وأعضاء الفريق الطبي الآخرين. وتوجد معلومات عن أنماط أخرى من الرعاية الصحية في مقالات مستقلة في الموسوعة العربية العالمية. انظر: علم النفس السريري؛ طب الأسنان؛ قياس البصر؛ معالجة أمراض القدم.
عناصر الرعاية الطبية تتألف الرعاية الطبية من ثلاثة عناصر رئيسية: 1- التشخيص أو التعرف على المرض أو الإصابة. 2-علاج المرض أو الإصابة. 3-الارتقاء بالصحة ومنع المرض.
بعض الأدوات الأساسية في الطب. يستخدم الطبيب المعدات المبينة عاليه في إجراء الفحوصات الطبية.
كثير من التصميمات التقنية تساعد الأطباء في مكافحة المرض. يراقب هؤلاء الأطباء صور الأشعة السينية على شبكة تلفازية مغلقة. التشخيص. تتطلب كل مشكلة صحية، على درجة من الخطورة، اهتمامًا طبيًا، وتحتاج إلى تشخيص. ويستخدم الطبيب أدوات ومهارات للمساعدة على التعرف على المرض أو التلف الذي لحق بالمريض. يمد المرضى الطبيب بالتاريخ الطبي، وذلك بالإجابة عن أسئلة تتعلق بالحالة العامة للمريض وبالأمراض السابقة. وقد يسأل الطبيب أسئلة خاصة تتعلق بالعلة المشتبه فيها.
وحينما يجري الطبيب فحصًا ما، فإنه يبحث عن علامات المرض البدنية. يستخدم الأطباء أيضا أيديهم في الضغط على الأعضاء الموجودة تحت الجلد وجسها؛ للتعرف على التغيرات التي تطرأ على الشكل أو الحجم، أو للتعرف على صلابة أو لين غير عادي، كما يدقون على الصدر، لينصتوا إلى الأصوات الصادرة من المرض الرئوي. وتعطي بعض الأدوات البسيطة أنماطًا أخرى من المعلومات. فسماعة الطبيب تضخم الصوت الصادر من القلب والرئتين، ويعطي منظار الأذن مجال رؤية واضحًا لقناة الأذن وطبلة الأذن، أما منظار العين فإنه يمكن الطبيب من فحص قاع العين.
وبعد معرفة التاريخ وإجراء الفحص الطبي، يقرر الطبيب إجراء الفحوصات اللازمة. يمكن إجراء اختبارات بسيطة في مركز جراحي أو صحي. وترسل عينات من الدم أو البول أو ماسحات من الحلق إلى المختبر من أجل المزيد من التحاليل العلمية. وتساعد المختبرات الطبية في التشخيص، وذلك بإجراء اختبارات كيميائية ومجهرية على سوائل الجسم وأنسجته.
وفي بعض الأحيان يحتاج الطبيب إلى مشاهدة الجسم من الداخل. فاستخدام الماسحات فوق الصوتية، يعكس موجات فوق صوتية تنتج صورًا. أما أجهزة الأشعة السينية، بما فيها ماسحات التصوير المقطعي الحاسوبي، فإنها تستخدم الأشعة السينية؛ لأنها تمر عبر المادة. ويعتبر تنظير الباطن، باستخدام أنبوب مرن مزود بمصدر ليفي بصري خاص للإضاءة، وسيلة لرؤية الأعضاء الداخلية مباشرة وهو ما يُعرف بالمنظار الداخلي.
ويستخدم الأطباء المعلومات المناسبة من التاريخ والفحص ونتائج الاختبارات، في تحديد التشخيص النهائي. ويتعامل الأطباء العموميون مع الأمراض الأكثر شيوعا، أما خبرة الأطباء المتخصصين فإنه يحتاج إليها في تشخيص الحالات النادرة.
فريق جراحي يترأسه جراح بارع يضم مساعدي جراحة، وأطباء تخدير، وممرضات وفنيين طبيين. يقوم الفريق بإجراء عملية قلب مفتوح. يعتمد معظم الأطباء على هذا الفريق لمعاونتهم في رعاية مرضاهم. العلاج. يشفى الناس عادة من الأمراض والإصابات الصغرى بدون علاج خاص. وفي هذه الحالات قد يُطمئن الأطباء مرضاهم ببساطة، ويدعون الجسم يلتئم من تلقاء نفسه، ولكن الأمراض الخطيرة بوجه عام تتطلب علاجًا خاصًا. وفي هذه الحالات قد يصف طبيب ما أدوية أو جراحة أو علاجًا آخر.
وقد اعتُبرت الأدوية والجراحة لآلاف السنين اثنتين من الطرق الرئيسية لعلاج المرض.
وقد جعلت الاكتشافات التي حدثت في سنوات القرن التاسع عشر الجراحة أكثر أمانًا. ومهد التخدير والنظرية الجرثومية للمرض والتطهير السبل لتطوير العمليات المعقدة.
وكان هناك اكتشافات في الطب أيضًا، شملت مضادات الميكروبات التي تُستخدم في علاج الأمراض المعدية، والإنسولين الذي يُستخدم في علاج مرض السكري، كما ساعد اكتشاف علاجات، مثل العلاج بالحقن الوريدية، في إنقاذ الأرواح.
وتقوي الأدوية والأجهزة الطبية الأعضاء التالفة أو الفاشلة، بما فيها القلب والرئتين والكبد والكُلى والأمعاء. وأفادت تقنيات مختلفة مثل الإشعاع المؤيِّن والعلاج الكيميائي وأشعة الليزر والموجات الصوتية والهندسة الوراثية في علاج بعض الأمراض مثل السرطان.
الوقاية. يساعد الأطباء في الارتقاء بالصحة ومنع المرض بطرق مختلفة. فهم على سبيل المثال، يعطون اللقاحات للوقاية من أمراض مثل شلل الأطفال والتهاب الكبد والحصبة، وقد يأمرون بتناول غذاء خاص أو دواء لتقوية أو مساعدة وسائل الدفاع الطبيعية ضد المرض. ويستطيع الأطباء الحد من خطورة أمراض كثيرة بتشخيصها وعلاجها في مراحلها المبكرة. ولذا، يوصي معظم الأطباء بإجراء فحوصات جسمانية عامة بصفة منتظمة. كما يوصي الأطباء المرضى بتناول غذاء متوازن، والحصول على قدر كاف من الراحة والتمرين البدني. قد تفيد برامج الكشف المسحي في تشخيص الأمراض الشائعة مثل الدرن، كما تستخدم في الأمراض التي تحمل خطرًا جسيمًا يؤدي إلى الموت. وهي تُستخدم للمجموعات المعرَّضة خاصة لخطر الإصابة بالأمراض. فالنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و65 سنة، والنساء الصغيرات اللائي ترتفع نسبة إصابتهن بسرطان الثدي في محيط أسرهن، أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. انظر: المرض.
وتساعد الحكومات المحلية في الوقاية من المرض، بالتأكيد على إجراءات الصحة العامة، حيث تتأكد مثلاً من أن المجتمع لديه ماء نقي وجهاز للتخلص من النفايات ومياه المجاري.
توفير الرعاية الطبية
العاملون بالرعاية الصحية يقدمون خدمات طبية معينة، تشمل فحوصات بدنية منتظمة لمريض مسن. يتوفر لمعظم الناس في الدول الصناعية رعاية طبية عالية المستوى، حينما يحتاجون إليها. وتشمل هذه الدول أستراليا ونيوزيلندا وكندا واليابان والولايات المتحدة، ومعظم الدول الأوروبية. وتفتقر بعض الدول النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى الإمكانات الكافية لرعاية طبية عالية المستوى. فبعض هذه الدول لديها طبيب واحد لكل 20,000 إلى 60,000 نسمة، بينما يوجد في بعض الدول الصناعية طبيب واحد لكل 450 نسمة.
وفي حالة المرض أو الإصابة، يحتاج الناس في بادئ الأمر، إلى من يشخص حالتهم ويصف أو يعطي لهم العلاج الضروري. ويطلق على هذا النمط من الرعاية الصحية الأساسية اسم الرعاية الطبية الأولية ويقوم به أطباء مثل الأطباء العموميين الذين يتوجه الناس إليهم مباشرة دون الحاجة إلى استشارة طبيب آخر أو عام في الحقل الطبي. وإذا كانت الحالة معقدة أو خطيرة، فإن الشخص الذي يقوم بالرعاية الطبية الأولية يحول المريض إلى طبيب ما أو مستشفى أو مؤسسة أخرى تقدم له رعاية متميزة.
بحث عن الطب ... عناصر الرعاية الطبية .. العلاج .. الوقاية .. توفير الرعاية الطبية